رغم سلوكيات شيكابالا .. أهلاوي يصفق للزمالك

"بين الأهلي والزمالك محتارة والله" .. هذه كلمات الأغنية الرائعة للفنانة صباح والتي تغنت بها قديماً في محاولة منها للجمع بين قطبي الكرة المصرية الذان تشتد بينهما دائماً المنافسة في حصد البطولات والألقاب المحلية، وعندما سؤل العندليب الراحل عبدالحليم حافظ في الحقيقة عن أي الفريقين ينتمى فقال: "أنا زمهلاوي" .. وبالفعل استعان الفنان الراحل بهذا الموقف بشكل درامي في فيلم "شارع الحب" في محاولة دبلوماسية منه للهروب من الإجابة من جهة، ولعدم تجاهل طرف دون الآخر من جهة أخرى.

منذ تولى العميد حسام حسن قيادة الزمالك خلال الموسم الماضي، ولا يستطيع أحد أن ينكر إشتداد عضد المنافسة، مما جعل بطل القرن الإفريقي يركض كالفارس المغوار في المحافظة على الألقاب المحلية، ووقتها رأيت "أنصاف المشجعين من الناديين" – إن صح التعبير – ينجذبوا إلى جوار المشجعين الاصليين وينتمى إلى الروابط الدؤوبه للتشجيع في قوة وحماس، الأمر الذي أعطى للمنافسات المحلية درباً من الإثارة قد غاب عنها لعدة مواسم .. خلال هذه الفترة كنت في غاية السعادة لاشتداد حمية المنافسة .. وكان أحد الأصدقاء المقربين يقول لي: "إنت مالك فرحان كده ليه .. مع إن بطولة الدوري لم تعد مضمونة للأهلي كما الحال في المواسم السابقة" .. فقلت له: "أنا احب فريقي لدرجة الجنون واتمنى ألا تبتعد عنه البطولات المحلية والإفريقية أبداً، ولكني كنت اتمنى أن يأتي اليوم الذي أشاهد فيه بطولة الدوري العام تتخللها الإثارة والمتعة .. وها هو قد حدث".

إن التشجيع والمؤازرة حتى الرمق الأخير من النفس أهم صفات مشجعي النادي الأهلي الذين تعاهدوا أن يشجعوا الفريق على "الحلوة والمرة"، وبالمثل مرت القلعة البيضاء بسنوات عجاف كان خلالها المشجعين يهتفون لفريقهم لعدة ساعات بعد إنتهاء المباراة تأييداً نابعاً من الوجدان، وتأكيداً بأنهم خلف فريقهم مهما وصلت الأمور، مما يجبرك على إحترام مشجعي الطرفين، دون القلة التي يقودها أحد "المتعصبين العميان" في الهجوم على الطرف الآخر بعد تحقيق المكسب !

على الرغم من مرور الأهلي بحالة غير مستقرة فنياً خلال هذه الأيام، وخسارته من الدراويش بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد، وتعادله مع سموحه خلال المباراة الأخيرة، حزنت بشدة ووصل بي الحال إلى الغضب العارم كحال أي أهلاوي، ولكن الحزن لم يصل إلى حد التعصب وإنعدام الحياد، و"التخبيط" في الخصم الأبيض الذي فاز على المصري في المباراة قبل الأخيرة قدم فيها الفريقين كل ما لديهم من مهارات فنية وخططية داخل الملعب، إضافة إلى المباراة الأخيرة التي لعبها الفريق الأبيض أمام الاتحاد السكندري، والتي تألق فيها شيكابالا (على المستوى المهاري) واحرز ثلاثية – مع الاختلاف جملة وتفصيلاً في السلوك الشاذ الذي اتصف به اللاعب في التهاف ضد النادي الأهلي بعد مباراة المصري في ساقطة أخلاقية غريبة!

هل عندما يجيد الزمالك داخل الملعب ويقدم وجبة كروية دسمة على المستوى الفني والخططي انتقص من حقه؟.. إن تربيتي الصحفية الأولى بجريدة الأخبار منعتني أن اتصف بالزيغ أو المجاملة أو التعصب الأعمى.. وإذا كانت الدنيا "أحمر وأبيض" وأنا انتمى لأحدهما فلا يجب أن اضيع حق المجتهد إذا أخفق الطرف الذي اشجعه أو ضاقت عليه الأمور لفترة وجيزة، وأن النقد أداه يجب أن تستغل في سبيل التقويم لا للهدم والتقليل من شأن الآخر أو اللعب بها على وتر التصرف الأعمى الذي اتبعه شيكابالا مع "بعض الجماهير" البيضاء بعد إنتهاء المباراة.

إن أرض الحياد الإعلامي في مجال الاعلام الرياضي تحديداً أصبحت كالمعدن النفيس النادر يظل يبحث القاريء عنه طوال الوقت حتى يجده، وحيث وجده يشعر بالأمان والثقة الذي ظل يبحث عنهما طويلاً، فموقعنا المميز أحد أهم المواقع ريادة في الحياد والمصداقية وعدم المجاملة، وأن دستور سياستنا التحريرية يجعلنا دائماً نضع مواثيق الشرف الصحفي نصب أعيننا في التناول الخبري، دون النظر إلى بعض الحاقدين على بطل القرن الإفريقي في أنصاف الوسائل الإعلامية الأخرى (إن صح التعبير).

أرى أن الذكاء الاعلامي يفرض على المتعصب الاعلامي - "حفظنا الله من التعصب الأعمى" - أن يقوم بالتغطية الإعلامية المحايدة إذا لم يكن من أجل إتباع مواثيق المهنة، فمن أجل إحترام فريقه الذي يشجعه بعدم إعطاء الفرصة لجماهير الطرف الآخر أن يخطئوا في حق ناديه، ويصبح الشخص نفسه فتيلاً لاشعال أزمه بين الطرفين إذا قام بالتركيز على الواقعة الفادحة لشيكابالا مع الجمهور فقط، وتجاهل الشكل الفني المنظم للزمالك.

أنت إعلامي محايد .. فيجب أن تكون عين القاريء التي تنقل له الأحداث بدون مجاملة في أي مكان إعلامي، تقف خلف أي فريق في الأزمات والمواقف الحرجة التي قد يتعرض لها دون النظر إلى هويتك، تنتقذ نقداً لاذعاً لمن يخرج عن نطاق الأخلاق الرياضية، وبالمثل فأنا من ينتقد سلوك اللاعب شيكابالا الغير مسئول بالمرة، بالإضافة إلى القلة القليلة أكرر "القلة القليلة" من جماهير الأبيض في هتافاتهم العدائية ضد بطل القرن الإفريقي بعد مباراة الزمالك أمام المصري، وسأجد الملايين من جماهير القلعة البيضاء المحترمة بكل ثقة تساندني في إنتقادي لهذا "السلوك البذيء" الذي لا يرضيهم بالمره ولا يعبر عنهم مطلقاًَ .. وفي الإطار ذاته أنا أهلاوي حتى النخاع احترم الفريق الأبيض وأتفاعل مع مهارات لاعبيه داخل الملعب، ولا أجد حرجاً في إنصاف الزمالك في تغطية المباريات أمام الجميع عندما يؤدي بإجادة فنية وخططية عالية داخل المستطيل الأخضر.

» من حسن إلى عاشور: شيكابالا مثل ميسي.. رقابته غير ممكنة
» عبد الحفيظ: انتظر معاقبة شيكابالا على رفعه الحذاء
» زكي: فتحي كلمة سر القمة .. متعب: الرقابة تزعج شيكابالا
» جوزيه لأندية الدوري: راقبوا شيكابالا .. وسيعوض الأهلي فارق النقاط